2016-11-11

كيفية قيام طالب الانظمة ( او الشريعة ) او الباحث او المهني القانوني بتلخيص حكم قضائي للإغراض الأكاديمية او المهنية (ملخص حكم قضائي - تلخيص الاحكام القضائية ):



كيفية قيام طالب الانظمة ( او الشريعة ) او الباحث او المهني القانوني بتلخيص حكم قضائي للأغراض الأكاديمية او المهنية (ملخص حكم قضائي - تلخيص الأحكام القضائية ):

ملخص القضية هو ملخص للحكم القضائي يتم إنجازه من خلال نموذج و خطوات تساعد الطالب او الباحث او المحامي للرجوع اليه مستقبلا من خلال التركيز على المحاور او النقاط الرئيسية في هذا الحكم. و بالتالي يساهم هذا النموذج في تحقيق مراجعة سريعة و مصنفة لانجاز البحث او العمل القانوني.

استخدام السوابق القضائية في سياق العمل الأكاديمي او المهنى يعتبر مهاراة اساسية لطلاب الأنظمة او الشريعة في المملكة العربية السعودية. تستمر اهمية هذه المهارة حتى بعد تخرج الطالب و ممارسته مهنة المحاماة او أي مهنة قانونية اخرى و يشمل ذلك العمل في البحوث و الدراسات الاكاديمية المتقدمة.

من الاخطاء التي تعيق استخدام هذه المصادر القانونية الهامة ( الاحكام القضائية ) هو ان يتم الرجوع اليها بشكل عشوائي اثناء إجراء البحوث الاكاديمية او الأعمال القانونية دون بذل بعض الوقت مقدما في إجراء مسح بحثي لتحديد القضايا المتصلة بموضوع البحث، ثم عمل ملخص لكل قضية ( موضوع هذا المقال) يركز على المحاور الرئيسية التي تهم هذا الطالب او الباحث او المحامي بشكل يسهل رجوع اليها عند كتابته لعمله القانوني محل اهتمامه بما يحفظ له الكثير من الوقت و يظهر على هذا العمل مهاراة البحث المتخصص.

تلخيص القضايا هي مهاراه تاتي بعد مهاراه كيفية قراءة القضايا( باذن الله سوف يتم افرادها في مقال اخر). فبعد قراءة القضية تأتي مرحلة قيام الباحث بتلخيص الحكم القضائي و تسجيل ملاحظاته الهامة التي تساعده عند الحاجه لمراجعة هذا الحكم القضائي. اهم عنصر في عملية المراجعة هو محاولة اختصار و تصنيف المراجع المستخدمة في البحث او العمل القانوني قدر المستطاع.  لذلك فاي طالب يحتاج ان يتبنى منهج اكاديمي واضح في عملية تلخيص و تصنيف القضايا كعنصر هام من عناصر المراجعة القانونية لإنتاج عمل قانوني متقن.

الملخص الجيد للقضايا بالتأكيد سوف يساعد الباحث او الطالب على تذكر اهم المحاور الرئيسية في القضية و علاقتها بموضوع بحثه او قضيته. هذا الملخص سوف يساعده أيضا في أستخدام هذه المعلومات الاستخدام الامثل في الوقت و المكان المناسبان.

بعض الباحثين يفضلون ان يرفق الملخص الذي قام به مع صورة الحكم القضائي حتى يسهل له الرجوع مستقبلا الى أي تفصيل يستلزمه البحث او للإجابة على أي تساؤل قد يثور مستقبلا و لم يعتبر اثناء كتابة الملخص.

مقدرة الشخص في تلخيص القضايا بالتأكيد سوف تتطور مع الممارسة المستمرة و الاطلاع و التخصص في أي فرع من فروع القانون. و كبداية، فانه مهم جدا للطالب أو الباحث  ان يدرك ان هناك عناصر هامه قد تساعده في انجاز ملخص قضية يخدم بحثة او قضيته بشكل فعال و مرضي. هذه العناصر يمكن اجمالها في عناصر سبعة يمكن وضعها بشكل مرتب من خلال جدول على التوالي او من خلال ترقيمها بشكل متتابع بحسب الطريقة التي يفضلها الطالب. هذه العناصر هي 1- أسم القضية 2- التوثيق الكامل لرقم القضية وتاريخها 3- المحكمة مصدر المحكمة 4- الوقائع 5- التسبيب و الحكم 6- عبارات قانونية مرتبطة 7- الملاحظات.

فيما يلي سوف يتم توضيح كل قسم من هذه الاقسام السبعة و جميع ذلك على سبيل الاقتراح و التوضيح. و بالتأكيد فان الطالب او الباحث مع الوقت سوف يستطيع ان يخرج بتصورات اكثر تطويرا و تقدما لهذا النموذج.

التقسيم المقترح للقيام بملخص لقضية هي :

1.      أسم القضية:
مهم جدا ان يذكر الباحث اسم القضية بشكل واضح و مفصل في مقدمة الملخص بحث يوضح اطرف القضية و صفاتهم خاصة اذا كانت هذه الصفة مؤثرة في نظر القضايا. كأن يكون احد اطراف القضية شخص معنوي فيعبر عنه بشركة او نحوه او جهة حكومية او نحوه. فعلى سبيل المثال يمكنه تقديم ذلك كما في المثال التالي:
شركة فلان - ضد - شركة فلان
المدعى العام بمحافظة جدة - ضد - فلان و فلان و فلان
و قد يكتفى في هذا السياق بوضع رموز او نحوه حسب الحكم المنشور او حسب قواعد نشر الاحكام القضائية التي تقتضي عدم ذكر اسماء الاشخاص.

2.      التوثيق الكامل لرقم القضية و تاريخها:
عادة يكون اسم القضية يتقدم توثيق القضية كمرجع و لكن بما انه قد تم ذكره في أولا أعلاه فلا يحتاج ذكره مرة اخرى هنا ويكتفى برقم القضية و تاريخ صدور الحكم.

3.      المحكمة:
يتم ذكر اسم المحكمة التي صدر منها الحكم محل التلخيص و يفضل ايضا ذكر اسماء القضاة الذين شاركوا في اصدر هذا الحكم.

4.      الوقائع:
في هذا القسم يحاول الباحث ان يلخص هذه الوقائع في جل قصيرة جيدا و يفضل ان لا تتجاوز ثلاثه او اربعة جمل. و لا يحاول الطالب في هذا القسم وضع أي ملاحظات او تحليل شخصي.

5.      التسبيب و الحكم:
ذكر الاسباب القانونية التي استندت اليها المحكمة للوصول الى الحكم في هذه القضية. و مهم جدا ذكر الحكم (النتيجة) في هذا السياق بشكل ملخص و واضح.

6.      عبارات قانونية مرتبطة:
قد يحتوي الحكم القضائي على عبارات و توضيحات قانونية هامة. و مع ذلك فقد لا تمثل هذه العبارات محاور رئيسية للحكم القضائي المتوصل اليه في الحكم القضائي محل التلخيص و لكنها قد تمثل توضيحات و محاور رئيسيىة لاحكام قضائية اخرى لاحقة. لذلك تمعن و اهتم في مثل هذه العبارات و مدى امكانية إستفادتك منها في موضوع بحثك او قضيتك فتجعل منها محاور هامه في هذا السياق.

7.      الملاحظات:
في هذه القسم يتمتع الطالب و الباحث في حرية كبيرة و يمكن تقسيمة بالطريقة التي تنسجم معه. فيمكن للباحث هنا ان يضع ملاحظاته الشخصية حول هذا الحكم. فعلى سبيل المثال يمكن للطالب وضع استفسارات تحتاج لمناقشة مع استاذ المادة نحوه.  يمكنه ايضا وضع ملاحظات او نقاط يريد ان يتذكرها مستقبلا او يريد ان يدرجها او يصنفها ضمن قسم معين من اقسام بحثه و مرتبطة بهذه القضية بشكل مباشر.

لقسم الملاحظات اهمية كبيرة للطالب و امكانية محاولته ابراز مهارات التحليل القانوني للإحكام القضائية في سياق موضوع بحث الطالب او القضية التي يباشرها المحامي.  فيستطيع الطالب هنا ان يوضع مدى الانسجام او التعارض بين القانون في الكتب و القانون في التطبيق. و يمكنه ايضا الربط بين هذا الحكم و احكام قضائية اخرى من حيث مدى الانسجام او التعارض او الاختلاف بينهما. و يمكن وضع نقاط رئيسية تساعده في تذكر او تصنيف بعض المحاور الهامه في هذا الحكم. الخلاصة، إن هذا القسم هو محل تطوير و ابداع لمهارات الطالب و الباحث.



ملاحظات عامة و ختامية:
·         ملخص القضية  هو ملخص لا يحتوي جميع النقاط المتعلقة بالوقائع او القوانين الوارد ذكرها في الحكم القضائي محل التلخيص. المهم هو التركيز على  العناصر الرئيسية في هذا الحكم و التي تهم الباحث من اعتباره في بحثه.
·         ملخص القضية لا بد من ان يكون مختصر قدر الامكان.
·         القيام بعمل ملخص او اكثر للقضايا المرتبطة بموضوع بحثك قد يحتاج بعض الوقت و لكنه بإذن الله سوف يضمن لك عمل متقن و مهاراة عالية في إعداد عملك القانوني. وايضا سوف يحفظ لك الكثير من الوقت حال احتياجك للرجوع للمعلومات التي تضمنها هذه الحكم بالتركيز على النقاط الرئيسية التي تهمك. فلا تحتاج دائما لإعادة قراءة كامل الحكم القضائي مرة اخرى لإستخراج ما يهمك منه للوصول الى فكرة قانونية ما كنت لتصل اليها دون قراءة متعمقة و متواصلة الافكار حيال هذا الحكم عند قراءته في المرة الاولى بتمعن وتحليل.
·         جميع ماذكر اعلاه هو مجرد اقتراح في كيفية القيام بعمل ملخص لقضية و يمكنك تطوير نموذجك شخصي و الذي يساعدك للقيام بهذا الملخص بشكل يخدم اسلوب القانوني في مجال البحث المهني او الاكاديمي.



و الحمد الله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده،،،





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق